كشف مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة، أن إدارة الرئيس جورج بوش
تدرس سحب اتفاق نووي مدني مع روسيا حول التبادل التجاري النووي كعقاب على
عمليات الأخيرة العسكرية الشهر الفائت ضد جورجيا حليفة واشنطن.
الميثاق المعروف بالاتفاق 123، يمهد لفتح مجال التبادل التجاري النووي بما فيها الخدمات والتكنولوجيا أمام واشنطن وموسكو.
وكانت الحكومتان الأمريكية والروسية قد وافقتا على بنود الاتفاق الذي ينتظر إقراره من قبل الكونغرس.
وكشف المصدر أن الرئيس بوش قد يجمد الاتفاق ويسحبه من الكونغرس لإعادة النظر فيه.
من جهته قال المحلل جون وولفشتال في مركز الدراسات الإستراتيجية
والدولية في واشنطن إن الاتفاق يواجه عقبات في نيل موافقة الكابيتول هيل
عليه.
وأضاف "من المستبعد أن يوافق الكونغرس عليه هذا العام."
وأوضح المحلل السياسي إنه وبالإجمال على الإدارة الأمريكية التحرك بحذر
والإشارة لروسيا بأن تصرفها في جورجيا غير مقبول، لكن يجب مواصلة التعاون
في مسائل ذات اهتمام مشترك مثل النووي الإيراني ومكافحة الإرهاب، وفق
وولفشتال.
وشهدت العاصمتان مزيداً من التوتر في الأيام القليلة الماضية توج بوصول
البارجة الحربية الأمريكية "يو اس اس ماونت ويتني" إلى مرفأ "بوهتي" في
جورجيا الجمعة، في مهمة وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها "لإيصال الإمدادات
الإنسانية."
ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية أن البارجة ستقوم أيضاً بتنسيق
عمل مجموعة من القطع البحرية التابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو" الموجودة
حالياً في مياه البحر الأسود.
وكان رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، قد صرح الثلاثاء أن موسكو
توازن خياراتها إزاء وصول المزيد من القطع البحرية التابعة للناتو إلى
البحر الأسود.
وتأتي تصريحات بوتين في أعقاب اتهام الكرملين لـ"سفن حربية أجنبية"
بنقل أسلحة إلى جورجيا، أثناء انعقاد القمة الأوروبية الاستثنائية الاثنين
لمناقشة عقوبات محتملة ضد موسكو.
وبدا موقف وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إزاء كيفية التعاطي
مع روسيا مبهماً الجمعة خلال محطتها في لشبونة بالبرتغال ضمن جولة لها إلى
دول المغرب العربي.
وقالت رايس بشأن اتفاق الهدنة الذي رعاه الاتحاد الأوروبي ولم تحترمه
موسكو "إنني أكيدة بأن روسيا ستدرك أنها تزيد من عزلتها وأنها لن تجد
مخرجاً ما لم تف بالتزاماتها وما لم تقم بتغيير تصرفاتها.."
يُذكر أن رايس كانت قد أعلنت في الـ25 من أغسطس/آب الماضي عندما سئلت
عن هذا الاتفاق "سنواصل مراجعة ما سنقوم به إزاء عناصر عدة في العلاقة مع
روسيا."
وقبل توجهها إلى ليبيا أعلنت رايس عن مساعدات بقيمة مليار دولار من
الإدارة الأمريكية لحكومة جورجيا، في مؤشر بأن واشنطن ستقف إلى جانب
حليفتها في مواجهة روسيا.