صدر حديثاً عن دار الفكر بدمشق كتاب جديد بعنوان التقارب السني
الشيعي.. بين حق الاختلاف ودعوي امتلاك الحقيقة للكاتب والصحفي السوري
وحيد تاجا. جمع الكتاب 22 حواراً مع أبرز علماء الدين والمفكرين الإسلاميين من السنة والشيعة
منهم: (راشد الغنوشي تونس، وأحمد بدر الدين حسّون سوريا، ومحمد حسين فضل
الله لبنان، وعلي جمعة مصر)، إضافة إلي (محمد علي التسخيري إيران، وحسن
الصفار السعودية، وعباسي مدني الجزائر) وعلماء آخرين.
يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: أثارت الفتنة المذهبية الدائرة في العراق،
والمرشحة للانتقال إلي أكثر من دولة عربية وإسلامية، تساؤلات عديدة عن
حقيقة التعايش بين السنة والشيعة، وعن دور مؤسسات التقريب ومدي فعالية
نشاطها في صفوف أتباع المذهبين.. كما أثارت التساؤلات حول رؤية كلا
الطرفين لطبيعة الانقسام المذهبي في التاريخ الإسلامي، ومدي انعكاس هذا
الانقسام، الذي مضي عليه أكثر من أربعة عشر قرناً، علي حاضر الأمة
الإسلامية.
ويتطرق الكاتب إلي مسألة علاقة الشيعة العرب مع إيران، وحقيقة ما يشاع
من محاولات التشييع المنظم في صفوف السنة.. مقابل طرح مسألة التكفير
والتسنين في صفوف الشيعة.
ويتوقف الكاتب عند حرب يوليو 2006 في لبنان، ويتناول انتصار حزب الله
علي إسرائيل للمرة الأولي في تاريخ الكيان الصهيوني، وكيف فتح ذلك الباب
لدي البعض للحديث عن الخطر الشيعي وتعالي الهلال الشيعي، وأصبحت العلاقة
مع إيران هي المشكل الرئيسي في العالم العربي، وغاب خطر الاحتلال الأمريكي
للعراق، كما غيب الخطر الصهيوني وتناسي البعض فلسطين والأراضي العربية
المحتلة.
البحث عن إجابات وتفسيرات لهذه القضايا بحسب الكاتب كان وراء إجراء بعض
الحوارات مع عدد من العلماء من كلا المذهبين، فضلاً عن مفكرين مطلعين بعمق
علي واقع العالم الإسلامي، فكان مطلوباً الصراحة والجرأة في طرح الأسئلة..
كما كان مطلوباً الصراحة والجرأة في الإجابات. مشيراً إلي أن الهدف وراء
السؤال والجواب كان أولاً وقبل كل شيء هو التقارب والتقريب.. وكان مهماً
جداً سماع موقف العلماء الشيعة من قضية شتم الشيعة للصحابة، أو مصحف
فاطمة، أو قبر أبو لؤلؤة.. وتضمينها بين دفتي كتاب واحد، لإيضاح هذه
المسائل وحسمها بشكل ما. يضيف: وفي الوقت نفسه كانت فرصة لبحث خطر الهلال
الشيعي وما يشاع عن التشييع المنظم في صفوف السنة في عدد من البلاد
العربية. ودور السياسات المحلية، فضلاً عن دور التدخلات الخارجية في تأجيج
هذه الصراعات المذهبية.
ويسلط الكاتب الضوء علي أسباب فشل أطروحة التقريب، وإن كانت هناك طرق
علمية وعملية للتقريب بين المذاهب بشكل صحيح يمكن أن تقنع رجل الشارع
العادي.. أم أن الحل هو إسلام بلا مذاهب؟.. أو إقامة النظام الديمقراطي
القائم علي المساواة في المواطنة والحقوق بعيداً عن التقسيم المذهبي
والطائفي؟.
يحمل هذا الكتاب إيضاحات وإجابات علي هذه التساؤلات وغيرها.. وقد يختلف
البعض مع الأفكار المطروحة.. لكنها تبقي محاولة للحد ما أمكن من الصراع
المذهبي الخطير الذي يهدد حاضر ومستقبل أمتنا العربية والإسلامية. بحسب
مؤلف الكتاب.