نعم اعلم انك لم تعد و لم تترك لنا و لطنجة كميراث غير تلك العبارات و الكلمات التي جمعتها بخيوط جراة و فن.
ااعلم انكك مضيت و لم تعد ، لكنني تاملت اني ملاقية اياك في زيارتي هده الى ما اسموها " بعروس الشمال". انها اولى زياراتي الى مدينتك ، جئت ابحث عن دبلوم في التجارة و التسيير ، كما اني جئت ابحث عنك ، عن نفس لك ان ظل منه نسيم يعطر ما افسدته زحمة سيارات" البراني".
في مسيرة بحثي هده ، رحلة بحثي عنك لم يكن لي كدليل الا ما التقطته داكرتي من تلك الرواية ..."الخبز الحافي" ، و التي لم اتجاوز فيها 99 صفحة...
ربما بعد قولي هدا ادين لك باعتدار ، فقد ابدعت الكثير ، و ربما استحقت روايتك ان اتجاوز فيها 99 صفحة التي قراتها ...لكن صدقني انها كانت اكثر من كافية حتى تحكم عقلي و كياني و تجعلني مهووسة البحث عنك او عن دكرى لك في هده التي اسموها "عروس الشمال " ، اتسال في خيالي ترى هل مر من هنا ؟ هل سبق له ان قضى ليلة في هدا الزقاق ؟؟ هل تاه في خياله جالسا على هدا الدرج ... هل تامل مثلما افعل هده الشجر ...؟؟ هل اغضبته عنصرية سكان طنجة مثلما اغضبتني ؟؟ ام انه كان ليتصرف بعنصرية كدلك... وكان ليقول " اخ صحاب الداخل.."في خياله.
انتهت رحلتي و ركبت داك القطار عائدة الى فضالة ... ظانة اني لم اجدك نعم لاني فعلا لم اجدك بين ازقت تلك التي اسموها بمدينة البوغاز... و ان كنت تريد من اخبارها فقد كانت على وشك ان تنظم معرضا دوليا بشبه طرقات وشبه مواصلات و سكان يقدمون شبه مساعدات... لكن الله حفظنا و جنبنا شر "الشوهة" ..
تاملت اني لم اجدك و ادا بك تتراآ لي ، وتلك الرواية في عقلي... و جه نحتته الاحزان ، جلي انه قضى من المغامرات السيئة ما يفوق نصيبه المستحق بكثير ، ابدعت فيه الاحزان و المشاق و تلك الصعاب لوحة تكاد لا تنتقد ..لكن التعب و الاوساخ اخفت دقة و روعت تلك اللوحة...الرمادية.
آسفة اني لم اجدك الا في وجه متشرد ، طفل ركب القطار خلسة يحاول بيع بعض الحلوى لمن استعطفته تلك اللوحة التي تحدثت لك عنها .
ضمه بعد المدعون من حولهم ، مدعون للانسانية ، حاولوا معرفة قصته ، حكى لهم و كنت استرق السمع ...لم يرتد المدرسة قط ، اردت ان اقول له ان الاوان لم يفت فانت يا بائع الخبز الحافي مثل ...لكن خفت ان ابدو مدعية للانسانية.
القى اولئك المدعون اللوم على امه كانها المجتمع ...لكني لم المها فقد تدكرت ما كنت تقوله عن امك في تلك الرواية التي لم اقرا فيها اكثر من 99 صفحة لكنها سكنت كياني و جعلتني اتصرف بحرية في خيالي فقط كما كنت تفعل انت في خيالك.