نجاحات قمة المتوسط

نجاحات قمة المتوسط

أعلن عن البيان الختامى للاتحاد من أجل المتوسط فى أجواء طغت عليها المجاملات أكثر من أى شيء آخر.. ورغم ذلك فإن الحصيلة النهائية لهذا الاعلان تؤكد أن الأهداف المنتظرة يمكن تحقيقها رغم بعض التساؤلات التى حفت بانطلاقة هذا المولود الجديد.

وما يمكن الاشارة إليه فى هذا الاطار هو أن اجتماع قمة باريس استطاع أن يحقق 3 أهداف أساسية هي:

- النجاح السياسى فى تجميع أكثر من اربعين دولة تطل على المتوسط أو لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذا الحوض المائى المهم جدا فى حياة المنطقة سياسيا واقتصاديا وبيئيا.. هذا النجاح لا يعود الفضل فيه فقط إلى الرئيس الفرنسى الذى رعى الاتحاد منذ فكرته الأولى إلى الاعلان عن انشائه وبعثه فى قمة باريس بل إلى العديد من الرؤساء الذين ساندوا الفكرة واستعدوا لدعمها معنويا وماديا تحدوهم فى ذلك نظرة استشرافية بعيدة المدى.

النجاح السياسى يظهر أيضا فى تجميع العديد من الفرقاء السياسيين من خلال الاجماع الذى حصل حول حماية المتوسط من العديد من الاخلالات التى تهدد سلامته وأمنه ومستقبله.. كما يظهر النجاح فى الاجماع الذى حصل حول هذا الحوض المائى من قبل منظمات حكومية وغير حكومية ومؤسسات وهياكل رسمية أو غير رسمية.

- الهدف الثانى الذى حققته قمة الاتحاد من أجل المتوسط يتمثل فى الدعوة إلى حماية هذا البحر من المخاطر البيئية التى تهدده والتى يمكن أن تؤثر على دوره وسلامته ومستقبله كمهد احتضن مختلف الحضارات المتعاقبة ومازال قادرا على لعب دور فى تقريب الحضارات من بعضها البعض وهنا نذكر تلك المقترحات التى تقدم بها الرئيس التونسى لانشاء هياكل خاصة بحماية الجوانب البيئية فى المتوسط والتى تتطلب مشاركة الجميع وهم مقتنعون اقتناعا راسخا بجدوى مشاركتهم، هذه المقترحات هى التى تبرز تلك النجاحات لأهميتها فى المنظومة الحياتية لأى فضاء بيئى يريد أن يضمن لنفسه التواصل والاستمرارية والاستدامة. تلك المقترحات ومثل غيرها من المقترحات ذات الطابع الاقليمى والدولى كانت لها أصداء ايجابية للغاية بين الحاضرين وقد باركها وأيدها الرئيس الفرنسى ساركوزى وتبناها الاتحاد فى اعلانه الختامى لتنضاف إلى المبادرات الأخرى التى بادر بها الرئيس التونسى وتحظى بالدعم والتأييد الاقليميين.

- الهدف الثالث الذى حققته قمة الاتحاد من أجل المتوسط هو أنها كانت فضاء آخر لطرح القضايا العربية فى المحافل الاقليمية والدولية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وما يجرى فى المنطقة بما فيه ما يحصل فى سوريا ولبنان، ورغم أن الفضاء غير مهيء لايجاد الحلول لمثل هذه القضايا المطروحة فإن الهدف الذى تحقق يتمثل فى اعادة طرح هذه الملفات من وجهة نظر عربية.. فعندما تعود سوريا إلى مسرح الأحداث الاقليمية من هذا الباب فإن فى ذلك كسرا لجمود دام وتواصل سنوات وأرادت به الولايات المتحدة الأمريكية تحييد سوريا واخراجها عن المجموعة الاقليمية والدولية..

ولكن سوريا بهذا النجاح تفشل الخطط الأمريكية، ويعود الفضل فى ذلك إلى الذكاء السورى فى التعاطى مع هذه الأحداث والمعطيات.

شكرا اخي وحيد على هذا المقال لشيق و المفيد lol!